قد يبدو لأول وهلة، أن البحث في الماء خلال الفترات التاريخية، نوع من الترف الفكري، على أساس أن الدراسات الحالية لم تغط بعد كل الجوانب السياسية والإدارية والاجتماعية، وغيرها من المواضيع العامة، سواء على مستوى المغرب ككل ، أو على مستوى الجهات ، وبالتالي فإن هذه الجوانب والمواضيع أحق باهتمامنا وجهودنا.
كما أن علاقة الماء بالأحداث التي عرفها المغرب في الماضي، وبحياة المغاربة ونشاطهم الاقتصادي، ودوره في تشكيل علاقاتهم الاجتماعية، وأنماط تفكيرهم، والاختلافات الموجودة بين مناطق المغرب ؛ كل هذا لا يبدو واضحا عند النظرة الأولى.
وعندما اخترنا في الشعبة موضوع الماء في تاريخ المغرب ، كانت لنا بعض التصورات عن الجوانب التي يمكن أن يتناولها الباحثون من هذا الموضوع، وخاصة ما يطرحه الماء من مشاكل عند الوفرة : (الفيضانات والسيول والأمطار...)، وعند القلة : (الجفاف وما يترتب عنه من مجاعات وأوبئة...)، ودوره في المواصلات الداخلية والخارجية، والمشاكل المترتبة عن استغلاله... انطلاقا من موقع المغرب، وظروفه المناخية التي تعطي للماء أهمية سواء في الحاضر أو الماضي.
(المصدر: من مقدمة الكتاب وبتصرف)
الروابط | الملف | |
---|---|---|
GU | FU | |
هنا | هنا | I |